الاثنين، 15 أغسطس 2011

أول رسالة دكتوراه عن استخدام بصمة المخ فى الإثبات الجنائى

مخ بشرى - صورة أرشيفية


نوقشت يوم الخميس الماضى رسالة دكتوراه بحقوق القاهرة عن بصمة المخ تحت إشراف لجنة مشكلة من الدكتور حسنين عبيد، أستاذ القانون الجنائى، ونائب رئيس جامعة القاهرة الأسبق، مشرفا ورئيسا والدكتور حسن ربيع عميد حقوق بنى سويف والدكتور عمر سالم، أستاذ القانون الجنائى بحقوق القاهرة، والمقدمة من الدكتور هانى طايع وتم منحه درجة الدكتوراه بتقدير جيد جدا وهى تعتبر أول رسالة دكتوراه عن استخدام بصمة المخ فى الإثبات الجنائى.

فسبحان الله الذى أحسن خلقه فمن العقل يمكن معرفة، المذنب والبرىء دون تحكم أوتدخل من البشر فاستجابة العقل للمؤثرات تكون لا إرادية حتى إن الشخص نفسه لا يستطيع أن يؤثر فيها، فعن طريق المخ يجرى اختبار بصمة المخ، والتى تستحدم كدليل إثبات فى المجال الجنائى.

فلقد ظل إلى عهد قريب استخدام البصمات التقليدية، حتى اكتشف العالم الأمريكى فارويل بصمة المخ وهذه البصمة لا تعتمد على الأثر البيولوجىDNA الذى يتركه الجانى على مسرح الجريمة وإنما تعتمد على المعلومات المخزونة فى عقل المجرم، وما يحويه من تفاصيل وأحداث، ووقائع الجريمة التى ارتكبها.

وذلك بعد معرفة أن المخ هو المصدر الأساسى المسئول عن كافة أعمال الإنسان، وأن المخ هو الذى يقوم بالتخطيط، والتنفيذ، وتسجيل ما حدث فى الجريمة، وأن مرتكب الجريمة الفعلى يقوم بتخزين أحداث الجريمة فى ذاكرته.

وبصمة المخ هى عبارة عن موجات، وإشارات مخية تسمى بـp300 للمعلومات عن الجريمة الموجودة فى الذاكرة MERMER (الذاكرة الداخلية للإنسان) والتى يتم تسجيليها وتحليلها عند استرجاع هذه المعلومات عن طريق الحاسب الآلى، وبالتالى يمكن التعرف على الشخص الفاعل الحقيقى، فعندما يتم وضع المشتبه فيه أمام شاشة كمبيوتر تعرض أمامه حدثاً ما، وليكن مثلاً كلمة أو جملة أو أداة الجريمة كالسكين التى استخدمها فى القتل فتومض أمامه على شاشة الكمبيوتر، فإن النشاط العصبى فى دماغه سوف يكون متزامناً، وسوف يصدر موجة كهربائية، وهذه الموجة يمكن قياسها عن طريق وضع مجسات، أو أجهزة إحساس على الرأس، وتكبير هذه الأجهزة، ويطلق على هذه الموجة الكهربائيةp300.

فإلى جانب الأدلة المادية التى يمكن الحصول عليها من مسرح الجريمة، ومن أى مكان آخر، فإن هناك مكانا آخر يوجد فيه تسجيل كامل عن الجريمة، وهو ذهن المجرم الذى ارتكب الجريمة، وبواسطة الجهاز الجديد الذى اخترعه الدكتور Farwell يمكن استخدام تسجيل هذا المخزون المعلوماتى عن الجريمة، والاستفادة منه فى البحث، والتحقيق الجنائى، وتحقيق الأمن، ومواجهة الاستخبارات الخارجية المعادية، ولذلك فإن هذا دفع إلى اليقين، والوثوق من أن هذا الاختراع العلمى الجديد والتكنولوجى، يعتبر دليلا معقولا أمام القضاء.

واختبار بصمة المخ حكم بقبوله، واقتنعت المحكمة بمقاطعة Pottawattamie وأخذت به كدليل، وحكمت ببراءة تيرى هارينجتونTerry Harrington فى قضية قتل جون شويرJohn Schweer وحصل المتهم فيها على البراءة بعد أن قضى 25 عاماًُ فى السجن، والآن يتمتع بالحرية، بعد أن ظهرت براءته بعدالة القانون وبفضل بصمة المخ .

وأيضا ساعدت بصمة المخ فى وقوع القاتل السفاح جميس ب. جريندر فى قبضة العدالة وأخذت بها المحكمة كدليل إدانة وتم عقوبته بالسجن مدى الحياة.

وهذه التقنية ليست مصممة للاستخدام أثناء الاستجواب، إذ إنها لا تتطلب أية أسئلة، أو أية إجابات، إذ إنها تكشف، وبموضوعية ما إذا كانت معلومات معينة موجودة فى مخ المتهم أم لا، بغض النظر عن كذب، أو صدق الأقوال التى يدلى بها، فالمخ هو الذى يتحدث فهى بمثابة الشاهد الذى لايخطئ.

وقد أثبتت التجارب أنه من الممكن الحصول على أدلة من المخ، أو العقل ويتم الحصول عليها بأسلوب دقيق، ويمكن الاعتماد عليه فى الإجراءات الجنائية وبدون اللجوء إلى إجراءات معقدة، وعديدة، أو أساليب غير محرجة للإنسان أو منتهكة كرامته الإنسانية.

ومن أهم مميزات بصمة المخ أنها قليلة التكاليف، كما أنها لاتحتاج إلى وقت فى إجرائها والحصول على نتائج فورية.

كما أن أمن المجتمع، وحمايته على ضبط الجناة عند ارتكابهم الأعمال الإجرامية، وهذا الأمر يقتضى أن يكون هناك نظام سليم وفعال للكشف عن الجرائم وضبط مرتكبيها بسرعة، وبغير افتئات على حريات الأفراد أو انتهاك لحرماتهم وكرامتهم الإنسانية، وفى هذا الصدد تعد بصمة المخ وسيلة فعالة فى إثبات الجرائم، والكشف عن مرتكبيها حتى إنه يمكن الوقاية من الجرائم الإرهابية قبل وقوعها، فيمكن من خلال بصمة المخ معرفة المخططات الإجرامية، وما إذا كان الفرد له علاقة بمنظمة إرهابية، أو تلقى تدريبا فى معسكرات تلك المنظمات، ويمكن أن تعتمد عليها الدول لمكافحة الإرهاب كوسيلة علمية دون إكراه أو تعذيب للمتهم.

كما أنها تستخدم فى الكشف عن جرائم الرشوة، والتزوير، والإرهاب وجرائم السرقة والقتل، والاغتصاب، وجرائم الإرهاب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق