الجمعة، 12 أغسطس 2011
مطالبة واشنطن بوست للندن بالتعلم من الدرس المصرى فى قطع الاتصالات
دعت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الحكومة البريطانية للتعلم من الدرس المصرى المتعلق بقطع الاتصالات لكبح جماح المظاهرات، وقالت إن التجربة المصرية تفيد بأن قطع النظام للإنترنت أو البث التليفزيونى، أو شبكات التليفونات المحمولة، لا يسفر سوى عن زيادة أعداد المتظاهرين.
وأظهرت أعمال الشغب والعنف الناشبة فى لندن الآن، مدى تنامى تأثير وسائل الإعلام الاجتماعية وقدرتها على تحريض مجموعات كبيرة من الناس للتحرك فى اتجاه معين للمطالبة ببعض الحقوق، ورأت صحيفة "واشنطن بوست" أن وسائل التكنولوجيا الحديثة تلك من شأنها أن تشكل نوع المظاهرة أو أعمال الشغب وتؤثر فى كيفية انتهائها، غير أن التفريط فى تعميم دورها أغلب الظن سينتهى بإلحاق ضرر للثورة وليس بنفعها.
ومضت الصحيفة الأمريكية تقول إن الموقف فى لندن يتطور، ولكنه ليس مشابها لـ"الربيع العربى"، وذلك نظرا لاختلاف البيئة السياسية والثقافية عن تلك فى شمال أفريقيا والشرق الأوسط. ورغم أن وسائل الإعلام الاجتماعية لعبت دورا محوريا فى الثورة المصرية التى اندلعت فى 25 يناير، وانتهت بالإطاحة بحكم الرئيس السابق، حسنى مبارك، إلا أنها لم تكن المحرك الرئيسى للجموع الغفيرة التى خرجت إلى الشوارع فى عدد من المدن، فالثورات وأعمال الشغب أطول عمرا من وسائل الإعلام الاجتماعية.
وأضافت "واشنطن بوست" أن الاضطرابات، وتاريخ حركات المعارضة، وتدهور الوضع الاقتصادى، والفساد وموقف الجيش المحايد نسبيا كانت جميعها عوامل أثرت على مصر، وهذه العوامل أثرت بشكل كبير على واقع يعيشه أكثر من 85 مليون مواطن، لا يستطيع منهم سوى 5% من استخدام الفيس بوك، و1% من استخدام تويتر.
ورغم أن النشطاء والمواطنين الشباب من الأغنياء والمتعلمين يستطيعون التواصل مع بعضهم البعض وبناء علاقات قوية بواسطة هذه التكنولوجيا، فإن المظالم التى يشعر بها المجتمع لعبت دورا أكثر أهمية فى تعبئة الجموع.
وأضافت أن مواجهة هذه المظالم بقطع وسائل الاتصال، مثلما يريد بعض النواب البريطانيين أن يتم قطع الاتصال عن الـ"بلاك بيرى"، ستفشل فى مواجهة الشعور العميق بعدم الرضا، ذلك الشعور الذى دفع المتظاهرين فى المقام الأول للنزول للشوارع.
وتفيد التجربة المصرية بأن قطع النظام للإنترنت أو البث التليفزيونى، أو شبكات التليفونات المحمولة، لا يسفر سوى عن زيادة أعداد المتظاهرين.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق